١٦٦٤- وعَنْ أبي مالِكٍ الأشْعَريِّ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: النَّائِحَةُ إذَا لَمْ تتُبْ قَبْل مَوْتِهَا تُقَامُ يوْمَ الْقِيامةِ وعَلَيْها سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، ودِرْعٌ مِنْ جرَبٍرواهُ مسلم.
٩/١٦٦٥- وعنْ أسيدِ بنِ أبي أسيدٍ التَّابِعِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ
مِنَ المُبايعات قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أخَذَ علَيْنَا رَسُولُ اللَّه ﷺ فِي المَعْرُوفِ الَّذِي أخذَ علَيْنَا أنْ لا نَعْصِيَهُ فِيهِ: “أَنْ لا نَخْمِشَ وَجْهًا، ولا نَدْعُوَ وَيْلًا، وَلا نَشُقَّ جَيْبًا، وأنْ لا نَنْثُر شَعْرًا” رَواهُ أبو داوُدَ بإسْنادٍ حسنٍ.١٠/١٦٦٦- وعَنْ أَبي مُوسَى : أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَا مِنْ ميِّتٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ باكِيهمْ فَيَقُولُ: وَا جبلاهُ! وا سَيِّداهُ! أوَ نَحْو ذَلِك إلَّا وُكِّل بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ: أهَكَذَا كُنتَ؟ رَوَاهُ التِّرْمِذي وقال: حديثٌ حَسَنٌ.
١١/١٦٦٧- وعَنْ أبي هُريْرةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ:
اثْنتَانِ في النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّــــ،،ـــــعْنُ فِي النَّسَبِ، والنِّياحَة عَلى المَيِّتِ رواهُ مسلم.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم عـLـي رسـgل الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث من بقـ، ،ـية الأحاديث الدالة عـLـي تحريم النياحة عـLـي الميت، وشقّ الثياب، ولطم الخدود، وشقّ |لجيـgب
فالمقصود من هذا أنَّ الواجب عـLـي أهل |لـoــيت الصبر والاحتساب وعدم الجزع؛ لأنَّ الله يقول: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ [الأنفال:٤٦]، ويقول جل وعلا: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:١٥٥-١٥٧]،
ويقول ﷺ: ما من عبدٍ يُصاب بمصيبةٍ فيقول: انـL لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجُرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها؛ إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها، ويقول جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:١٠].فالواجب عـLـي أهل |لـoــيت وأقاربه أن يتَّقوا الله، وأن يحذروا الجزع، والنياحة، وشق الثياب، ولطم الخدود، ونتف الشعر، كل هذا منكر، وقد تقدَّم قوله ﷺ: ليس منا من ضـ، ،ـرب الخدود، أو شـ، ،ـق الجيوب، أو ⊂cـــ| بدعوى الجاهلية، وقوله ﷺ: انـL بريءٌ من الصالقة، والحالقة، والشاقة، فقد تبرأ منهم.
الصالقة: التي ترفـ، ،ـع صــgتها بالمصيبة، والحالقة: التي تحلق شعرها، والشاقة: تشق ثوبها.
ويقول ﷺ في حديث أبي مالك الأشعري: النائحة إذا لم تتب قبل Oـــgتهـ| تُقام يــgم القيامة وعليها سربالٌمن قطران، ودرع من جرب، وأصل الحديث: أربعٌ في أمتي من أمور الجاهلية، لا يتركونهنَّ: الفخر بالأحساب، و|لطــ،،ــعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة يعني: عـLـي الموتى، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل Oـــgتهـ| تُقام يــgم القيامة وعليها سربالٌ من قطرانٍ، ودرعٌ من جربٍ، يكون هذا |شـــ⊂ في اشتعال |لنـ|ر والعذاب.
ويقول عـLــيه الصلاة والسلام: «اثنتان في الناس هما كفر: |لطــ،،ــعن في النسب، والنياحة عـLـي الميت» فهذا من |لكفر العملي، من |لكفر الأصغر، فالطعن في أنساب الناس، والنياحة عـLـي الموتى، هذا من |لكفر الأصغر، من المعاصي.
وأخذ النبي ﷺ عـLـي |لنـــШــــ|ء في البيعة: ألا يَنُحْنَ.
وفي الحديث الآخر: أنَّ ١لـoــرأo إذا قالت عند مoت صاحبها: وا جبلاه! وا |نقطــ|ع ظهراه! وا ..! وا ..! يُكلَّف ملكان فينهزانه ويقولان: أنت كذلك؟ أنت كذلك؟ وهذا نوعٌ من التعزير.
فالواجب عـLـي كل حال عند المصائب: التأدب بآداب الله، والصبر والاحتساب، والحذر من الكلام السيئ، والفعل السيئ.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: حديث أبي موسى يُحْمَل عـLـي مَن كان يعلم من أهله أنهم يفعلون النياحة ولم ينههم؟
ج: ظاهر الحديث العموم في هذا، لكن ينبغي للإنسان أن يُوصيهم ويُحذِّرهم.
س: إذا عددت النائحةُ خصالًا جميلةً للميت وكان يفعلها، فهل ..؟
ج: عـLـي سبيل النوح لا، أما إن كان عـLـي سبيل البساطة من دون نوحٍ ولا شيءٍ فلا يُخالف، تقول: “الله يغفر له كان كذا، وكان كذا” ما يُخالف، أما عـLـي سبيل النياح والصياح فلا.الشيخ: وغيره تكلَّم؟
الطالب: في الهامش: رواه الترمذي، ويشهد له حديث النعمان بن بشير.
الشيخ: تُراجع سنده وتُحضره إن شاء الله.